أحداث غزّة تحضير لمشروع الشرق الاوسط الجديد
أحداث غزّة تحضير لمشروع الشرق الاوسط الجديد

لا تزال عملية "عامود السحاب" ترخي بثقلها على المستوى الاقليمي وخصوصاً لناحية التوقيت الذي جاءت به بعد اندلاع الثورات العربية، اذ فرضت المواجهات التي اندلعت بين الفلسطينيين والاسرائيليين في غزّة معادلة جديدة في الصراع، استوجبت زيارة عاجلة لامين عام الامم المتحدة بان كي مون الى القطاع وتل ابيب الاثنين لاعادة الهدوء ووقف اطلاق النار في ضوء اخفاق رئيس الحكومة المصرية هشام قنديل في التوصل الى حل لوقف المواجهات. بينما يزور عدد من المسؤولين الاقليميين والغربيين مصر قريبا للبحث في هذه التطورات الخطيرة، وسط اجتماع طارىء لمجلس الجامعة العربية لمنع اتساع المواجهات.

ويشير ديبلوماسي غربي في بيروت الى ان التطورات التي تشهدها دول المنطقة تحت مسمّى "الربيع العربي" الذي لامس في اليومين الماضيين الساحة الاردنية والساحة الفلسطينية، مؤشر الى التحضير لمرحلة جديدة يخطط لها على مستوى دوائر القرار العالمي.

واذ توقّف بكثير من الاهتمام عند المستجدات العسكرية التي تجري في غزّة، لم يستبعد ان يكون للتطورات هناك اكثر من ارتباط بالمخططات غير الواضحة معالمها حتى الان، وترتكز، دائما وفق الديبلوماسي نفسه، على أهداف اميركية واسرائيلية تنطلق ممّا يحكى عن عن شرق اوسط جديد وقيام كيانات جديدة، في سياق الحديث عن اعادة ترتيب اوضاع المنطقة على قواعد سياسية وجغرافية وديموغرافية جديدة غير تلك التي قامت عليها منذ اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي.

ويلفت الديبلوماسي الى الزيارة التي قام بها امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني الى غزّة مؤخراً، مع الاهمية التي باتت لقطر اليوم ودورها المؤثر في المجريات الشرق اوسطية.

وفي الملف السوري، تؤكد اوساط ديبلوماسية ما يردّده غربيون وعرب عن أن الازمة السورية ستحسم لصالح المعارضة في الاشهر المقبلة. وعند السؤال حول كيفية انهاء الازمة، تقول الاوساط إن قرارا قد اتخذ بالتدخل العسكري من خلال تركيا بغطاء حلف الشمال الاطلسي وتحت شعار "السماح لتركيا بتأمين حدودها الذي يعتبر من امن اوروبا".

وتشير المعلومات الى أنّ الاراء متباينة بين دول القرار حول هذا الموضوع بسبب التعنت الروسي الذي قد يصل الى حد التدخل لصالح الاسد في حال ضرب من دون موافقة موسكو، ما قد يجلب الكوارث الى المنطقة برمتها ويدخل العالم في المجهول.

وسوريا بنظر الكثير من الدول، وعلى الرغم من أهميتها، لا تبرر دخول العالم في حرب باردة جديدة تشعل نيرانا في شتى المناطق وتدخل اوروبا في صلب هذا الصراع. ناهيك عن الخسائر التي سيتكبدها السوريون في حال احتدام الصراع الدولي على سوريا.